Tuesday, January 29, 2013

وجهة نظر 2 - اشكالية اللحظة الراهنة

بعد وصول الاخوان للحكم كان لدى بعض الشباب الثوري - عاصري الليمون - امل في ان يسير الاخوان وفق اجندة الثورة وعلى الجانب الاخر كانت هناك بعض القوى الثورية تحمل عداء صريحا للاخوان من اللحظة الاولى - ابراهيم عيسى كمثال لو جاز احتسابه على الثورة - وبعد فشل الاخوان في تحقيق وعودهم الخرافيه في اول 100 يوم كما هو متوقع كانت هذه اول فرصة لاعداء الاخوان للتشفي فيهم وفي فشلهم - يمكن ان نقول ان اول ظهور حقيقي لهذه الروح العدائية كان في مؤتمر تدشين التيار الشعبي بعابدين -

في نفس الوقت كان الاخوان يحاولون عمل صفقات وتفاهمات مع مفاصل دولة مبارك - القضاء - الشرطة - النائب العام - الاعلام .... الخ ، ولكن تعثرت ايضا هذه الصفقات وبدأ رموز النظام السابق في التصدى للاخوان وهو ما التقطه اعداء الاخوان من التيار الثوري ليضحوا بالثورة نفسها في مقابل تشكيل جبهة موحدة ضد الاخوان

من هنا تبدأ رحلة التيار الثورى مع هوسه الغريب وحنينه الطفولى لاعادة احداث الثورة الاولى لكن هذه المرة تواجهه عدد من الاشكاليات لا اجد احد منتبها لها  

اولا : ان الحاكم هذه المرة له قوة شعبية حقيقية تدعمه بعكس مبارك الامر الذى يؤدي انه بمجرد غياب الجهات السيادية(شرطة وجيش ) تبدأ المعركة لا تنتهى - احداث الاتحادية مثالا
 ثانيا : من كثرة محاولات اعادة الثورة فقد اكتسبت الشرطة من الخبرة ما يجعلها تحافظ على نفسها وتنسحب ان لم تكن هي القوة الضاربة تاركة الملعب للثوار ملزمين بتامينه وحمايته وينتقلوا هم الى مكان جديد
ثالثا : ان الجيش بعد تامين مصالحه بصعوبه وباحالة كبار قادته للمعاش (طنطاوى وعنان ) لن يغامر بها مرة اخرى خاصة ان الجميع قد اقر له بها الان حكومة ومعارضة 

الحل 
 لابد من اعادة القوة للثورة عن طريق التخلص من الاحلام الرومانسية باعادة التاريخ وتحديد مطالب يمكن التفاوض حولها مع الاظهار للشارع حرص القوى الثورية على حياته ومصالحه اكثر من حرصها على وهم يظنون انه الثورة يجب الضغط على النظام للاصلاح وليس الرحيل مع اضفاء هالة من التقديس حول الصندوق واختيارات الصندوق - على عكس ما يحدث بالفعل - بالتزامن مع الاهتمام باليات المراقبه حتى نصل لمرحلة فضح النظام ان لجأ للتزوير او ازاحته بالصندوق ان لم يلجأ له - اما افتعال الاحداث والاشتباكات فلن يستفيد منها سوى النظام لانها ستصنع حاجز بين الناس وقوى المعارضة تمنعهم من الذهاب للصندوق لاقتناعهم بفشل البديل وعدم حرصه على مصالحهم ويصب بالتالى في صالح النظام وشرعيته 

وجهة نظر



من سنتين كانت البلد كلها بتواجه لاول مرة الحياة بدون شرطة بدأ وقتها المصريون بعض الافكار المبتكرة مثل اللجان الشعبية لحماية انفسهم وكذلك هناك من تطوع لتنظيم المرور ولاداء كل المهام التى غابت بغياب الشرطة كان هذا بداية لمواجهة واقع جديد فرضته الثورة واقع مفتوح على امال عريضة وتحوط به اخطار كبيرة ايضا ، الهدف الواضح اسقاط النظام بدون حسابات او شروط او اى تخطيط مسبق وقد تطوع الاخوان وقتها لتقوية الثورة بالاعلان عن عدم ترشحهم لاكثر من تلاتين بالمئة من مجلس النواب وعدم ترشحهم للرئاسة من الاصل لينفوا عن الثورة اى شبهة اسلامية ويطمئنوا العالم ان مصر مابعد الثورة لن تكون سندا للجماعات الاسلامية المسلحة المقاومة والارهابية على حد سواء .ـ

كانت السلطة ملقاه في الميدان تنتظر من يلتقطها والتقطها المجلس العسكري - من الواضح ان المجلس العسكري التقط السلطة لتامين مصالحة في الوطن بالاساس لكن طبعا النقاء الثورى كان سيرفض هذا بكل حسم ولم يستطع قادة المجلس ان يصرحوا باطماعهم بكل تاكيد فكان المطلوب كسب الوقت وفي محاولة جاده للتهدئة استعان المجلس بالمستشار البشري لتعديل المواد التى ثار عليها الخلاف اواخر عهد مبارك والتى فكر مبارك نفسه في تغييرها اثناء الثورة وكان استفتاء مارس وما تبعه من استقطاب دينى وتخويف وافزاع من الاسلاميين الجاهزين للانتخابات بعكس شباب الثورة الذى لم يكون كيانات سياسية تتكلم باسمه .ـ

لم يغتر الاخوان بنتيجة الاستفتاء ولكن على العكس دخلوا في مفاوضات مباشرة مع العسكر ويبدو انهم التقطوا الخيط وساوموا المجلس على مصالحة بالفعل وفي نفس الوقت دخلوا مفاوضات اخرى مع الجانب الامريكي لطمانته على مصالحه ومصالح اسرائيل وانهم يسعون للسلام في النهاية ويبدو ان مفاوضاتهم مع الجانب الامريكي كانت ناجحة بعكس مفاوضاتهم مع المجلس التى تعثرت وكان من نتيجة التعثر ان حاول المجلس العسكري اللعب بوتر الطائفية - احداث ماسبيرو - ومحاولة جر الاخوان للاشتباك في محمد محود ومجلس الوزرا لكنهم اثبتوا كفاءة لا تنكر في ضبط النفس.ـ

اما الشباب الثورى فمن بعد استفتاء مارس اصيبوا بهوس غريب مغلف بالحنين للحظة الثورة الاولى يمكن تلخيصه في - سوف ننزل مرة اخرى ونكسر القوة الغاشمة جيش او شرطه ونعود الى نقطة البداية ونفرض شروطنا الصحيحة هذه المرة فلا تضيع الثورة على مائدة مفاوضات بين العسكر والاخوان والامريكان - لكن النتيجة دائما هو عدد متزايد من الشهداء وعدم اكتراث متزايد من جانب المجلس مع كل حادثة جديده  

يبدو ان الصفقة بين الاخوان والعسكر قد نضجت ووصلت لمحطة الاتفاق النهائي مع سحب الشاطر وعمر سليمان من الانتخابات وكان دور الاخوان هو ترتيب الاوراق الانتخابية لتحقيق فوز مرسي لاتمام الصفقة وهو مانجح فيه الاخوان