Tuesday, February 21, 2012

الدولة الاسلامية


مصطلح الدولة الاسلامية يتردد كثيرا مؤخرا وكل من يرفعه او يختلف معه يملك تصورا مختلفا عن الاخر على الرغم من اننا نملك تاريخا ممتدا لأكثر من الف سنه عاشت فيه الدولة الاسلامية لكن لا نملك لها تعريفا محددا

المجموعة الاكثر رومانسيه تحلم بدوله تشبه دولة الفاروق عمر حيث استقر الرجل في الوعي الجمعي للمصريين على انه رمز العداله المنشوده لكن هل نستثنى الف عاما من الدوة الاسلامية لصالح فتره صغيرة محدده نميل لها عاطفيا وما هو المعيار الذى نقيس عليه لنحدد اي الدول هي الاسلامية وايها غير ذلك . ـ


بمنتهى البساطه لن تخرج الدولة الاسلامية عن تعريف من اثنين اولهما :ـ

الدوله الاسلامية هي الدوله التى ترعي شئون المسلمين وحقوق المواطنه والجنسية فيها على اساس الدين الاسلامي ويتم التعامل مع غير المسلمين بناء على العهود المبرمه بينهم وبين المسلمين وهذا تقريبا هو تعريف الدولة الاسلامية التى عاشت لالف سنه محققة انجاز تاريخي لا ينكره عاقل لكن هل تستطيع مصر بامكاناتها الحالية المحدوده ان تؤدي هذا الدور من رعاية لمصالح كل المسلمين في العالم فتهتم بقضايا المجاعات في الصومال وتعد العده لانقاذ فلسطين والشيشان وتحارب من اجل حقوق المسلمين في الصين .... الخ .ـ
والاهم هل هناك من الاحزاب الاسلامية المستعد لتحمل هذه الفكره والعمل من اجلها وهل في ظل الاعتماد على الاختيار الشعبي يمكن ان يفوز حزب يحمل هذه الافكار في الانتخابات بل من الاصل هل يتحمل الفرد الاسلامي - اخوانى او سلفي او ليبرالي - هذه الفكره في مقابل ان تصبح مصر عن حق نواة الدولة الاسلامية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

التعريف الثانى هو ان الدوله الاسلامية هي الدولة التى تسير على هدى الرسول والخلفاء الراشدين في اسلوب الحكم وهذا التعريف معيب من عدة وجوه فالرسول - عليه الصلاة والسلام - معصوم ولا يوجد معصوم بعده كما ان الدوله في عهد الرسول كانت ابسط كثيرا من الواقع العملى في ايامنا هذه فلا توجد وزارات ولا سفارات ولا تعليم ولا اعلام ... الخ . ـ
كما ان المتتبع لدولة الخلفاء الراشدين يجد ان شكل الدولة يتطور من خليفة الى من يليه فابوبكر حارب المرتدين المانعين لحقوق الدولة وعمر اقام الدواوين وكان اول من انشأ دار مستقلة للقضاء وعثمان نشأ نظام لمحاسبة الولاه وعلي فقد انشأ فقها كاملا في التعامل مع الخارجين فمن هنا نجد ان سنة الخلفاء الراشدين هي التطور وليس الثبات والتكرار .
ـ

هنا يجب ان نطرح سؤالا هل يعنى هذا ان الاسلام لا يقدم اي فائده في اقامة الدوله وانه ليس امامنا سوى الاليات القادمه من الغرب ؟ هل علينا ان نعترف اننا اقل ثقافة واقل حكمة وينبغي ان نقلد العظماء في الغرب لنقيم دوله ؟

سوف اختم هذا المقال بعباره لابن القيم - رحمه الله - من كتاب الطرق الحكيمة في السياسة الشرعية بعدها سالحقه بمقال اخر عن المنهج الاسلامي


عبارة ابن القيم
--------------
ومن له ذوق في الشريعة واطلاع على كمالها وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق وأنه عدل فوق عدلها ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح تبين له أن السياسة العادلة جزء من أجزائها وفرع من فروعها وأن من أحاط علما بمقاصدها ووضعها موضعها وحسن فهمه فيها لم يحتج معها إلى سياسة
غيرها ألبتة
فإن السياسة نوعان
سياسة ظالمة فالشريعة تحرمها
وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر فهي من الشريعة علمها من علمها وجهلها من جهلها

Saturday, February 11, 2012

الاخوان قصة جماعة تفتقر للخيال



الغباء هو ان تفعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب مع انتظار نتيجة مختلفة- احد تعريفات الغباء منسوب لاينشتين

مؤسس جماعة الاخوان حسن البنا رجل على درجة عالية من الطموح والتنظيم والابداع انشأ اول جماعات الاسلام السياسي بعد انهيار الخلافة بسنوات قليله محاولا لملمة جراح امة يحتلها اعداءها وقد استطاع الرجل ان يصنع منهج اخلاقي اجتماعي يحتوى جماعته ونظام دعوى يسمح لها بالنمو المطرد بالرغم من وضعها داخل اطار من السرية يحفظها عن بقية المجتمع ونشهد للرجل وللجماعة من بعده بالحفاظ على افكار مؤسسها وعلى طريقته فهاهي الجماعه مقبله على ان تتسلم مقاليد الحكم في مصر ومازالت تحافظ على سريتها وربما نفس طريقتها الدعوية


تعرضت الجماعه عبر تاريخها لعدد من الازمات كان اولها في عهد الملك فاروق حين شعر الملك والاحزاب بخطورة الجماعة الجديده على استمرار الاوضاع فتم باعتقال اغلب افراد الجماعه وقتل مؤسسها الامام حسن البنا وهو ما يمكن اعتباره قتل للابداع داخل الجماعة ومصدر كل ازماتها التالية

بعد اكثر من ستين عاما التحقت انا بجامعة القاهرة وكانت اول مظاهرة طلابية اشهدها في الجامعة تنظيم اسرة المنار الجناح الطلابي لحركة الاخوان المسلمين في الكلية حيث كان من المحظور وقتها مجرد ترديد اسم الاخوان القصة ببساطه ان طلبة الاسره تقدموا لانتخابات اتحاد الطلبة ,وتم شطبهم بدون ابداء اسباب وعلى الفور توجهوا لرفع قضية في المكان المختص وقد كسبوا القضية في زمن قياسي وعادوا للجامعة لكن للاسف لم يجدوا اي سلطه متحمسة لتنفيذ الحكم فقاموا بمظاهرة حاشده ليعلنوا فيها رفضهم للظلم وخلال سبع سنين قضيتها في الكلية لم تمل اسرة المنار والكلية من تكرار نفس السيناريو بدون اى تغيير

في اواخر عهدى بالكلية بدأت الاتجاهات اليسارية تطل بوجهها من جديد ورغم ان اليسار لم يكن له وجود حقيقي على الارض في الكلية او في مصر عموما الا انهم بعد شطبهم لاول مرة قرروا ان ينشئوا اتحاد طلبة بانتخابات حرة نزيهة بعيدا عن الكلية اسموه اتحاد الطلبة الحر :)

ان ازمة الاخوان مع الابداع لا تخطئها العين فلا تجد كاتب او شاعر خالص للاخوان ربما يكون هناك مبدع متعاطف لكن مبدع تربى داخل الجماعه لم اجد باستثناء المبدع صبحي صالح وهو فلتة من فلتات الاخوان

الاخوان اليوم وهم في افضل وضع للجماعه منذ انشاءها يضعوننا امام احتمالين كلاهما اكثر رعبا من الاخر الاول ان يكرر الاخوان اخطاء عام 54 فيعودوا بنا لحكم عسكري يتم التخطيط له اليوم بمعاداة امريكا الظاهرية حيث سيتم تحويل مصر تدريجيا لسوريا جديدة تعادى باللسان وتطيع بباقي الحواس

الثانى ان يستلم الاخوان الحكم وهم بهذه الدرجة من الافلاس الابداعي فيعودوا لصورة الحكم التى الفوها في ظل نظام مبارك والذى بدأت اول مظاهرة في مجلس شعب كثير الكلام عديم الفعل وحظر وتخوين اى قوى معارضة

نسأل الله السلامة