Sunday, April 13, 2008

الهكسوس : أطروحة تاريخية

حسب كلام المؤرخ القديم مانيتون ان الهكسوس كانوا يطمعون فى محو الشعب المصرى من الوجود وكانوا كفارا مشركين حتى انه وصف احتلالهم بقوله لقد نزلت بنا صاعقة من غضب الله فتجرأ قوم من اصل وضيع على غزو بلادنا وكان مجيئهم أمرا مفاجئا وسارو فى معاملة الناس بوحشية وأحرقوا المدن
لكن بنظرة بسيطة على التواريخ نجد ان الهكسوس احتلوا مصر عام 1789 ق.م وخرجوا منها مع تأسيس أحمس للدوله الحديثه عام 1550 ق.م يعنى حوالى 240 سنة لم يستطيعوا خلالها محو الشعب المصرى اما المعلومه الأكثر غرابة هى أن الهكسوس أرادوا التشبه بالمصريين فى كل شئ ليكسبوا ودهم حاليا المفروض انى اصدق ان الهكسوس ساروا فى معاملة الناس بوحشية وارادوا كسب ودهم وكانو يريدون محوهم لمدة 240 سنة ـ
من هذا المنطلق انا اشكك اصلا فى رواية مانيتون عن محاولة محو المصريين وكذلك فى محاولات التشبه بالمصريين لمدة 240 سنة لننتقل الأن للنقطة الأكثر شهرة فى موضوع الهكسوس الرساله التى ارسلها الملك ابوفيس للملك سقنن رع حاكم طيبة يطلب منه اسكات افراس النهر فى طيبة لأنها تقلق منامه فى أواريس وهذه الرسالة منافية للمنطق من عدة وجوه أولا الرسالة ليست استفزازية على الاطلاق لا تحتوى على اى اهانة لطيبة او لملكها - ربما بها مدح ايضا - فهى يمكن اعتبارها رسالة تهديدية فمعنى ذلك انه فى حالة ارسال هذه الرساله ان الهكسوس كانوا يستعدون لحرب مع طيبة لكن ماحدث هو العكس طيبة دخلت الحرب ضد الهكسوس ثانيا الرساله تحمل اهانه لملك الهكسوس نفسه حيث انها تشير بوضوح الى انه غير آمن من أذى افراس النهر فى طيبه وهو فى اواريس
أغلب الأراء تقول بأن موسى عليه السلام نشأ فى عهد رمسيس الثانى وان اختلفوا الى أى فرعون ارسل بالدعوة وقد تولى رمسيس الثانى الحكم عام 1279 ق.م. وتشير التوراه الى ان موسى جاء بعد ابراهيم عليه السلام بما يقرب 500 عام بحسبة بسيطة يتبين ان سيدنا ابراهيم جاء مع بداية غزو الهكسوس وبعده ب 500 سنه جاء موسى عليه السلام حوالى نصف هذه ال 500 سنة كان الهكسوس موجودين فى مصر ومن الواضح ان يوسف عليه السلام كان أقرب لإبراهيم منه لموسى وهو مايرجح ان قصة يوسف عليه السلام كانت مع الهكسوس وليس الفراعنه وبمراجعة قصة سيدنا يوسف وتحليلها سياسيا سوف تجد ان كل الأقاويل المذكوره اعلاه منطقيه ومبرره لأقصى مدى
أولا عند اتهام امرأة العزيز ليوسف لم يعاقب يوسف على الفور على اساس انه عبد وهى زوجة عزيز مصر على العكس سمحوا ليوسف يدافع عن نفسه ولما عجزوا عن الحكم استشاروا وثبتت براءة يوسف دون اى محاوله من عزيز مصر لتلفيق التهمة ليوسف
ثانيا رؤيا الملك
(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)
وكان تفسيرها أن مصر ستمر عليها سبع سنوات مخصبة تجود فيها الأرض بالغلات. وعلى المصريين ألا يسرفوا في هذه السنوات السبع. لأن وراءها سبع سنوات مجدبة ستأكل ما يخزنه المصريون،
يعنى ببساطة الملك - ملك مصر - شايل هم الناس وبيحلملهم
ثالثا الملك سأل على يوسف ولما تأكد من علمه وبراءته وعدم تهافته على الملك عينه مستشار للملك
رابعا لما جاءت سنين المجاعة اهتم الهكسوس جدا بإطعام الناس
خامسا ان اخوة يوسف اتوا ليحصلوا على حصه من الطعام ومن المنطقى ان يوسف واخوته كانوا من فلسطين وليس مصر وهو مايعنى ان الهكسوس كانوا بيساعدوا الشعوب المجاورة وفاتحين المعبر
ومن كل ما سبق يتضح كيف ان الهكسوس كانوا مخربين يشيعون الفوضى لا يتخذون المنابر الشرعية للاعتراض على الحكم الفرعونى يدعون الناس للاضراب غير حريصين عل امن البلد .......الخ

No comments: