كن مع الناس كلاعب الشطرنج خذ كل ما معهم واحفظ كل ما معك
بديع الزمان الهمذانى
اول ماعرفنا البرادعى كان عن طريق وكالة الطاقة النووية بعد 11 سبتمبر لنفاجئ بشخص مصرى فى قلب الاحداث العالمية يعارض امريكا فى حدود وظيفته ثم اتى فوزه بجائزة نوبل
الفوز الذى حاول الاعلام الحكومى تصويره على انه انتصار حققه الحزب الوطنى وان كل مصرى يمكنه الفوز بجائزة نوبل فقط اذا استمع جيدا لحكمة السيد الرئيس
الى هنا ولا نذكر للرجل اى شبهة تدخل فى الشئون المصرية سلبا او ايجابا فلا نذكر له مدحا او قدحا فى النظام الحاكم رغم قدرته التامة على المدح او القدح دون ادنى خوف لما يمثله منصبة من حصانه له حتى بعد ترك المنصب
ومع اقتراب عام 2011 وهزيمة كل الفصائل السياسية المصرية -الاخوان - كفاية - حزب الغد - الناصرى - طلعت السادات والعائلة - الخ .... معنويا ووجود الاحساس العام لدى كل المصريين بان كل الموجود على الساحة غير صالح للتغيير بدأ الناس فى التطلع لنموذج ناجح يخرجهم من حالة الفشل العامة فظهر عدد من الاسماء الناجحة على راسها زويل والبرادعى وعمرو موسى وستجد ان هناك مجموعة من الصحفيين قاموا بترشيحات اقل اهمية مثل طبيب نابغ او مهندس مرموق وتجمع كل الترشيحات صفة واحده النجاح فى الحياة العملية
بعد شهر تقريبا من بداية الترشيحات فوجئنا بالبرادعى يتحدث لقناة سي ان ان الاخبارية عن نية الترشح لرئاسة مصر لكن بشروط وشروطه ببساطه هى ان يكون هناك انتخابات لا مهزلة مثل كل الانتخابات المصرية
ويجب ان ننوه ان ارادة التغيير عند الناس هى ضمان ولاء لاى شخص يعادى مبارك وعائلته - ولائى انا شخصيا ايضا - ويبدو ان البرادعى يفهم ذلك جيدا فهو لا يتحدث الا عن التغيير وهو المطلوب دون الدخول فى اى تفاصيل عن شكل التغيير واراه فى هذا موفق وذكى فالحزب الوطنى يحجب عننا كل المعلومات عن كل القضايا المستعصية وهو مايجعلنا نسمع عناوين فقط فاى اقتراح لتغيير مفصل من الخارج سيكون اقتراح غير مبنى على اسس علمية ولكن فى نفس الوقت لا نغفل ان عدم الحديث عن التفاصيل يجمع حولك اكبر عدد من انصار التغيير لكن مع بداية الحديث عن نظام اقتصادى راسمالى مثلا فان هذا يجعل مجموعة اليسار تنفر وهو ما لا يريده البرادعى فى هذه المرحلة على الاقل
نظام مبارك يعتمد فى استقراره على مجموعة نقاط اهمها دعم الولايات المتحده ويليه حالة الفرقة الداخلية فى مصر مثل المسلمين والاقباط , اليسار والاخوان والليبراليين , الاخوان والسلفيين والصوفيه , الارثوذوكس والبروتستانت , المطبعين والشرفاء
ومما سبق يتضح ان البرادعى يتعامل بذكاء مقلق ولكنه غير مرفوض مع النقطة الثانية وتبقى النقطة الاولى التى تبدو ضبابية اكثر من اللازم فالبرادعى غير محدد الموقف من الولايات المتحده وربيبتها اسرائيل رغم ان هذا الملف ليس فيه عذرا مثل ملف الاصلاح الداخلى المبهم بسبب بوليسية الحزب الوطنى فى التعامل لكن ملف العلاقات الخارجية ملف مفضوح بالمعنى الحرفى للكلمة وقد سبب العديد من الاهانات للمصريين مؤخرا
يمكن القول ان البرادعى لا يريد ان يخسر احد فى هذه المرحلة على اساس ان العداء لامريكا يقضى على اى امل فى منصب الرئاسة وبالتالى اى امل فى التغيير ونرد على هذا بان الموقف المحايد من امريكا اخطر كثيرا حتى من العمالة الصريحة لامريكا
فالموقف المحايد يجعل الرئيس مبارك فى اضعف موقف ممكن امام ادارة الولايات المتحده وادارة اسرائيل ايضا وهو من الاساس ضعيف حيالهما فيظل البرادعى فزاعة يؤمر الرئيس باى شئ من خلالها فيطيع لكن لو صرح بالعماله لانفض عنه الناس وعاد الرئيس لحالة الضعف المعتاده دون زياده كارثية
وفى المقابل لو صرح علانية بالعداء لاسرائيل فلن يخسر كثيرا حيث ان الادارة الجديدة فى الولايات المتحده ليست متحمسة للتدخل فى شئون بلاد اخرى وهو ما يعنى ان الامر لن يزيد عن خسارة بعض الاصوات الموالية لاسرائيل من المثقفين المصريين
والتضحية بالملك فى سبيل حماية الفيل هى فكرة غير موفقة على الاطلاق