Saturday, December 12, 2009

محمد البرادعى سياسة لاعب الشطرنج

كن مع الناس كلاعب الشطرنج خذ كل ما معهم واحفظ كل ما معك
بديع الزمان الهمذانى


اول ماعرفنا البرادعى كان عن طريق وكالة الطاقة النووية بعد 11 سبتمبر لنفاجئ بشخص مصرى فى قلب الاحداث العالمية يعارض امريكا فى حدود وظيفته ثم اتى فوزه بجائزة نوبل 
الفوز الذى حاول الاعلام الحكومى تصويره على انه انتصار حققه الحزب الوطنى وان كل مصرى يمكنه الفوز بجائزة نوبل فقط اذا استمع جيدا لحكمة السيد الرئيس 
الى هنا ولا نذكر للرجل اى شبهة تدخل فى الشئون المصرية سلبا او ايجابا فلا نذكر له مدحا او قدحا فى النظام الحاكم رغم قدرته التامة على المدح او القدح دون ادنى خوف لما يمثله منصبة من حصانه له حتى بعد ترك المنصب
ومع اقتراب عام 2011 وهزيمة كل الفصائل السياسية المصرية -الاخوان - كفاية - حزب الغد - الناصرى - طلعت السادات والعائلة - الخ .... معنويا ووجود الاحساس العام لدى كل المصريين بان كل الموجود على الساحة غير صالح للتغيير بدأ الناس فى التطلع لنموذج ناجح يخرجهم من حالة الفشل العامة فظهر عدد من الاسماء الناجحة على راسها زويل والبرادعى وعمرو موسى وستجد ان هناك مجموعة من الصحفيين قاموا بترشيحات اقل اهمية مثل طبيب نابغ او مهندس مرموق وتجمع كل الترشيحات صفة واحده النجاح فى الحياة العملية


بعد شهر تقريبا من بداية الترشيحات فوجئنا بالبرادعى يتحدث لقناة سي ان ان الاخبارية عن نية الترشح لرئاسة مصر لكن بشروط وشروطه ببساطه هى ان يكون هناك انتخابات لا مهزلة مثل كل الانتخابات المصرية
ويجب ان ننوه ان ارادة التغيير عند الناس هى ضمان ولاء لاى شخص يعادى مبارك وعائلته - ولائى انا شخصيا ايضا - ويبدو ان البرادعى يفهم ذلك جيدا فهو لا يتحدث الا عن التغيير وهو المطلوب دون الدخول فى اى تفاصيل عن شكل التغيير واراه فى هذا موفق وذكى فالحزب الوطنى يحجب عننا كل المعلومات عن كل القضايا المستعصية وهو مايجعلنا نسمع عناوين فقط فاى اقتراح لتغيير مفصل من الخارج سيكون اقتراح غير مبنى على اسس علمية ولكن فى نفس الوقت لا نغفل ان عدم الحديث عن التفاصيل يجمع حولك اكبر عدد من انصار التغيير لكن مع بداية الحديث عن نظام اقتصادى راسمالى مثلا فان هذا يجعل مجموعة اليسار تنفر وهو ما لا يريده البرادعى فى هذه المرحلة على الاقل 


نظام مبارك يعتمد فى استقراره على مجموعة نقاط اهمها دعم الولايات المتحده ويليه حالة الفرقة الداخلية فى مصر مثل المسلمين والاقباط , اليسار والاخوان والليبراليين , الاخوان والسلفيين والصوفيه , الارثوذوكس والبروتستانت , المطبعين والشرفاء 
ومما سبق يتضح ان البرادعى يتعامل بذكاء مقلق ولكنه غير مرفوض مع النقطة الثانية  وتبقى النقطة الاولى التى تبدو ضبابية اكثر من اللازم فالبرادعى غير محدد الموقف من الولايات المتحده وربيبتها اسرائيل رغم ان هذا الملف ليس فيه عذرا مثل ملف الاصلاح الداخلى المبهم بسبب بوليسية الحزب الوطنى فى التعامل لكن ملف العلاقات الخارجية ملف مفضوح بالمعنى الحرفى للكلمة وقد سبب العديد من الاهانات للمصريين مؤخرا
يمكن القول ان البرادعى لا يريد ان يخسر احد فى هذه المرحلة على اساس ان العداء لامريكا يقضى على اى امل فى منصب الرئاسة وبالتالى اى امل فى التغيير ونرد على هذا بان الموقف المحايد من امريكا اخطر كثيرا حتى من العمالة الصريحة لامريكا


فالموقف المحايد يجعل الرئيس مبارك فى اضعف موقف ممكن امام ادارة الولايات المتحده وادارة اسرائيل ايضا وهو من الاساس ضعيف حيالهما فيظل البرادعى فزاعة يؤمر الرئيس باى شئ من خلالها فيطيع لكن لو صرح بالعماله لانفض عنه الناس وعاد الرئيس لحالة الضعف المعتاده دون زياده كارثية 
وفى المقابل لو صرح علانية بالعداء لاسرائيل فلن يخسر كثيرا حيث ان الادارة الجديدة فى الولايات المتحده ليست متحمسة للتدخل فى شئون بلاد اخرى  وهو ما يعنى ان الامر لن يزيد عن خسارة بعض الاصوات الموالية لاسرائيل من المثقفين المصريين

والتضحية بالملك فى سبيل حماية الفيل هى فكرة غير موفقة على الاطلاق     

5 comments:

Unknown said...

ماهو بردو يا عم راتب الموضوع مش بس السياسة المعلنة لبلاد الشرق الأوسط من الإدارة الحكومية، و مش معني إن أوباما جالنا جامعة القاهرة و قالنا إن إحنا و أمريكا زي ساندويتشات الحلاوة بالقشطة يبقي خلاص مش مهم إسرائيل ... من الأخر المعلومة دي مابتوصلكش إنت بس (كمواطن مصري) بس بردوا أمريكا مهتمة جدا بشئون العالم كله و خصوصا الشرق الأوسط ... يبقي من الأخر لازم موقف مرشحي الرئاسة (سواء كان فيه جدية حقيقية للترشح ده أو لأ) علي الحياد مع أفضل التقديرات و إلا هيتهم بالغباء و عدم الحكمة في السياسات الخارجية.

Rateb said...

يا عم احمد احنا ماقلناش يعادى امريكا بس يعنى يساند القضية الفلسطينية يتكلم عن فتح المعابر يوضح انه مش هيمشى على اجندة امريكية وده كلام مايزعلش حد

Unknown said...

مش لما الأول يقول هايعمل إيه جوا البلد ؟
ماهو بردو مش مبرر لأي حزب أو شخص أو مؤسسة عايزة توصل للحكم إنها تتكلم بشكل مبهم كده و عام ... و الحكومة البوليسية و بياناتها الضبابية مش حجة ... مش عارف شكل النظام الحالي قول تصور متكامل لنظام جديد ... ماتعملش زي الأخوان و تقولي أنا هدفي التغيير و خلاص ... خمسين سنة لازقين في كلمة تغيير ... الدنيا اتغيرت من تحت رجلهم و هما مالهومش غير في كلمة التغيير ... يعني زي ما تكون البلد عملت علي روحها و عايزين يغيرولها .. مش يغيروها

احنا المأجورين said...

لا برادعى ولا غيره ماينفعش والله هو اكانياته العلمية عالية بس امكانياتة الطبيخية واطية وانت فاهمنى طبعا

Rateb said...

فى النهاية لازم نعترف محدش يعرف يطبخ احسن من الحكومة دى كلنا اتاكدنا منها لكن البرادعى قارف الحكومة فعلا وهو ده المطلوب طالما مش عارفين نزحزهم ادينا بنقرف فيهم على قد ما نقدر يمكن ربنا ينفخ فى صورتنا ونقدر نشيلهم ولو متنا نبقى عملنا اللى علينا والحكمة الخالدة بتقول
لا يأس مع الحياة ولا حياة مع الحكومة