Friday, July 27, 2012

قناة ماريا وازمة النقاب وطرق التفكير الملتوية

منذ بداية الشهر الفضيل وانا افكر في كتابة مقال عن النقاب حيث ان القضية تناقش بعدد لا نهائي من الطرق الملتوية التى تزيدها تعقيدا حتى فوجئت بقناة ماريا للمنتقبات لتضيف فصل اخر من المسخرة وسوء الفهم للقضية


الازمة في قضية النقاب ان لها اكثر من محور كل منها يجب ان يناقش على حده قبل الدخول الى المحور الذي يليه حتى نستطيع تكوين رؤية تؤدي الى حل وليس الى تعقيد اكبر للمشكله  

المحور الاول - الامنى 

يظل اظهار الوجه او اخفاؤه حرية شخصية لان من حق اي شخص ان يخفى وجهه اتقاءا للبرد مثلا لكن في نفس الوقت يتحتم عليه اظهار وجهه اذا كان يود الدخول لمكان يشترط في دخوله التحقق من الشخصية -جامعة مثلا- وهنا نصطدم بالمحور الدينى فحسب الفكر الدينى القائل بوجوب النقاب لا يجوز ان تكشف المرأة وجهها في حضرة الرجال ولحل هذه الاشكالية يتحتم على كل مؤسسه تتخذ احتياطات امنيه اما ان تعين موظفة في الامن غير منتقبة تتحقق من النساء المنتقبات في غرفة مخصصة لذلك او ان تمنع دخول اى منتقبات من الاصل  وعلى هذا فلو احتاجت مؤسسة ما تعيين موظف جديد وكانت الاختيارات بين منتقبة واخر فان المنتقبة ستكلف الشركة موظفة اخرى في الامن وغرفة مخصصة لها للتعرف على هويتها وعلى هذا فان الكثير من المؤسسات لا تميل لتعيين منتقبات لصعوبة التعامل معهن

المحور الثانى - الدينى 

اشكالية الطرح الدينى في مسالة النقاب هي فى طرحه على انه واجب على كل امرآة فهذا يجعل على كل من تعتنق هذا الفكر ان ترتدى النقاب دون نظر لعواقب لكن حين النزول للواقع تجد ان التزامها بفرض دينى ادى الى تقليل فرصها مقارنة بالاخرين وهو امر غير مقبول والى هنا هي تتوقف وتطالب المجتمع بعدم التعامل معها بعنصرية وتعتبر كذلك ان حرمانها من هذه الفرص سببه هو اضطهاد المجتمع لها وليس اشكالية مظهرها 

المحور الثالث - الاجتماعي

اتذكر مقولة من صديق انه لم يفكر ابدا ان يبدأ حديث مع اي منتقبة ولكنه يتحدث مع محجبات او غير محجبات دون استشعار للحرج وكان يرى ان هذا فضلا للنقاب دعك من التناقض الانسانى المعتاد داخل عموم المصريين لكنه اصاب النقطة الاهم في اشكالية النقاب الاجتماعية - النقاب ببساطه يعطى رساله واضحه برفض التواصل مع الرجال على اقل تقدير هذه الرساله تصل شاءت المنتقبه او لم تشأ وهنا نقف عند الاشكالية وهنا نصل لجوهر المسخرة في موضوع قناة ماريا فالقناة نفسها عبارة عن صرخة من المنتقبات مطالبات بحقهن في ان يكن مذيعات مثل غيرهن ظنا منهن ان عدم قبولهن في هذه المهنه هو اضطهاد دينى من نوع ما فبدأوا باضطهاد مضاد وهو عدم تعيين غير المنتقبات في القناة الا لضرورة على ان يتم استبدالهن بمنتقبات في اقرب وقت 

الشئ المضحك المبكي هو عدم ادراكالتناقض بين انشاء قناة تليفزيونية هدفها ومقياس نجاحها هو درجة تواصلها مع الجمهور وبين زي يعطى رساله قوية بعدم الرغبة في التواصل وفي محاولة بائسة للقفز فوق هذا التناقض تم اعلان ان القناة موجهة للنساء فقط وستناقش مشاكلهن فقط لكن السؤال الاهم ما الذي يدفع امرآة ان تشاهد قناة كل من فيها بلا وجه في وجود قنوات اخري يحمل الناس فيها وجوها 

ستفشل قناة ماريا ولو كان لها فرصة لافتتحها احد امراء الخليج منذ زمن بعيد 

No comments: