للرائع احمد ابراهيم الفقيه
هكذا قالت ملكة النمل ، تخاطب شعبها في المعسكر المؤقت الذي انتقلت إليه النمال ، بدعوة من الجرابيع ، وأكملت تجهيزه فرق الانقاذ ، والذي يقع تحت شجرة سدر كثيفة الأوراق والأشواك ، للاحتماء بها مؤقتاً من قوى الشر والعدوان .
ثم التفتت ملكة النمل إلى الجربوع الذي جاء ينقل تعزية ومواساة أبناء قومه ، قائلة : - إنني أشكر المعونة التي تلقاها شعبنا من جرابيع الوادي وفئرانه ، وهذه السدرة الوارفة الظليلة التي ما كان لنا أن ننتقل إليها لولا كرم وأريحية هؤلاء الأصدقاء ، فهم أول من أستوطنوا هذه السدرة ، وبنوا بيوتهم تحت أفرعها.
ثم قالت بلهجة أكثر صرامة وجدية : - لقد أصابنا بلاء واحد ، وجمعتنا محنة واحدة ، نحن وأصدقاءنا الفئران ، وعلينا أن نضع خطة مشتركة للرحيل ، ونتفق على المكان الجديد الذي سنهاجر إليه . لم يكن قد خطر على مندوب الفئران أنه سيترك هذه الأرض ، كما أن هذه الفكرة لم تكن موضوع نقاش بين أبناء قومه . ورغم الفزع الذي أصاب الجرابيع نتيجة مجيء القافلة ، فإن أحداً منها لم يصبه أي ضرر على أيدي هؤلاء البشر .
- تعلمين يا صاحبة الجلالة مدى ارتباط الجرابيع بالأرض والتصاقهم بها ، ولذلك فهم يعتبرونه عاراً أن يترك الجربوع وطنه .
- ولكن الفناء ، يا عزيزي الجربوع ، يهدد الجميع على أيدي هؤلاء الناس .
- الفناء في الوطن خير من الحياة بعيداً عنه . قال الجربوع .
وفي أسى نظرت إليه ملكة النمل قائلة بينها وبين نفسها
- ما أعظم جهل الفئران بقدرة الإنسان على القتل والفتك والإيذاء ثم أضافت بصوت هامس لم تأبه إن كان الجربوع قد سمعه أو لم يسمعه : - ستندم أيها الجربوع الصغير ، ولكن بعد فوات الأوان
- ما أعظم جهل الفئران بقدرة الإنسان على القتل والفتك والإيذاء ثم أضافت بصوت هامس لم تأبه إن كان الجربوع قد سمعه أو لم يسمعه : - ستندم أيها الجربوع الصغير ، ولكن بعد فوات الأوان
1 comment:
شكرا ع الموضوع
Post a Comment