Thursday, August 2, 2012

فئران بلا جحور

 
للرائع احمد ابراهيم الفقيه 
ما تجمعه النملة في عام يأكله الجمل في لقمة واحدة ، هذا ما يقوله عنا البشر ، فليس غريباً إذن أن نلقى الأذى على أيدي أصحاب هذه القافلة وبعيرها . ولم يعد لنا مناص ، بعد أن ضاعت مدينتنا وفقدنا آلاف الضحايا من أبناء وبنات جنسنا ، تحت ضربات أقدامهم ، من ترك هذه الأرض والانتقال إلى مكان لا تصل إليه أقدام هؤلاء القوم ، ولا حوافر بهائمهم .


هكذا قالت ملكة النمل ، تخاطب شعبها في المعسكر المؤقت الذي انتقلت إليه النمال ، بدعوة من الجرابيع ، وأكملت تجهيزه فرق الانقاذ ، والذي يقع تحت شجرة سدر كثيفة الأوراق والأشواك ، للاحتماء بها مؤقتاً من قوى الشر والعدوان .


 ثم التفتت ملكة النمل إلى الجربوع الذي جاء ينقل تعزية ومواساة أبناء قومه ، قائلة : - إنني أشكر المعونة التي تلقاها شعبنا من جرابيع الوادي وفئرانه ، وهذه السدرة الوارفة الظليلة التي ما كان لنا أن ننتقل إليها لولا كرم وأريحية هؤلاء الأصدقاء ،  فهم أول من أستوطنوا هذه السدرة ، وبنوا بيوتهم تحت أفرعها. 

ثم قالت بلهجة أكثر صرامة وجدية : - لقد أصابنا بلاء واحد ، وجمعتنا محنة واحدة ، نحن وأصدقاءنا الفئران ، وعلينا أن نضع خطة مشتركة للرحيل ، ونتفق على المكان الجديد الذي سنهاجر إليه . لم يكن قد خطر على مندوب الفئران أنه سيترك هذه الأرض ، كما أن هذه الفكرة لم تكن موضوع نقاش بين أبناء قومه . ورغم الفزع الذي أصاب الجرابيع نتيجة مجيء القافلة ، فإن أحداً منها لم يصبه أي ضرر على أيدي هؤلاء البشر .


- تعلمين يا صاحبة الجلالة مدى ارتباط الجرابيع بالأرض والتصاقهم بها ، ولذلك فهم يعتبرونه عاراً أن يترك الجربوع وطنه .

- ولكن الفناء ، يا عزيزي الجربوع ، يهدد الجميع على أيدي هؤلاء الناس .

- الفناء في الوطن خير من الحياة بعيداً عنه . قال الجربوع . 

وفي أسى نظرت إليه ملكة النمل قائلة بينها وبين نفسها
- ما أعظم جهل الفئران بقدرة الإنسان على القتل والفتك والإيذاء  ثم أضافت بصوت هامس لم تأبه إن كان الجربوع قد سمعه أو لم يسمعه : - ستندم أيها الجربوع الصغير ، ولكن بعد فوات الأوان

------------------------------------------------------------------------

ويبقى السؤال في موقفنا الحالى هل نكون من النمل اومن الجرابيع وهل هناك من حلول اخرى ؟؟

تحميل الرواية

1 comment:

Räumung said...

شكرا ع الموضوع